لماذا يحتفل العالم باليوم العالمي للغة العربية في 18 ديسمبر؟
"إن الذي ملأ اللغاتِ محاسنًا .. جعل الجمال وسره في الضاد"
من بديع ما كتب الشاعر الرائع والراحل أحمد شوقي عن اللغة العربية متغزلًا في جمالها، فهي لغة الضاد، وهي الوحيدة من بين لغات الأرض التي تحتوي على هذا الحرف، ولذا سُميت به، وهي اللغة التي اختارها الله لتكون لغة القرآن، وهي لغة أهل الجنة، واللغة التي لا تتم الصلاة إلا بها، وهي واحدةٌ من أكثر اللغات انتشارًا في العالم حيث يتحدثها أكثر من 450 مليون نسمة -بحسب منظمة الأمم المتحدة-، وهي واحدةٌ من بين اللغات السبع الأكثر استخدامًا في شبكة الإنترنت، كما أنها إحدى اللغات الرسمية الست في منظمة الأمم المتحدة.
يروي الأستاذ غير المتفرغ في جامعة سان جونز في نيويورك عصام البدري، وهو من الرعيل الأول للقسم العربي في الأمم المتحدة أن التوازن بين اللغات الرسمية الست الإنجليزية والعربية والصينية والإسبانية والفرنسية والروسية كان شغلًا شاغلًا لكل الأمناء العامين للمنظمة الدولية، واتُخذت إجراءات عدة، منذ عام 1946، لتعزيز استعمال اللغات الرسمية حتى تكون الأمم المتحدة وأهدافها وأعمالها مفهومة لدى الجمهور على أوسع نطاق ممكن.
وأضاف أنه وفي إطار دعم وتعزيز تعدد اللغات وتعدد الثقافات في المنظمة، اعتمدت إدارتها لشؤون الإعلام قرارًا عشية الاحتفال باليوم الدولي للغة الأم الذي يُحتفل به في 21 شباط/فبراير من كل عام بناءً على مبادرة من اليونسكو، للاحتفال بكل لغة من اللغات الرسمية الست للأمم المتحدة؛ وتم اختيار الاحتفال بالعربية في 18 كانون الأول/ديسمبر لكونه اليوم الذي صدر فيه قرار الجمعية العامة إدخال العربية ضمن اللغات الرسمية لتكون بذلك إحدى اللغات الست التي تعمل بها الأمم المتحدة.
كذلك أوضح أن الرئيس المصري، جمال عبد الناصر، أصر على إلقاء كلمته في 25 كانون الأول/سبتمبر 1960 الموافق 3 ربيع الثاني 1380 هجرية باللغة العربية، فكان بذلك أول من تكلم باللغة العربية في قاعة الجمعية العامة وطالب أثناء ذلك بإدخال العربية لغة رسمية للأمم المتحدة نظرًا لأن عدد الناطقين بها يزيد عن 100 مليون عربي آنذاك على أن تتحمل السعودية وليبيا أعباء إنشاء القسم العربي والنفقات الناجمة عن تطبيق هذا القرار خلال السنوات الثلاث الأولى.
وفي عام 1960 اتخذت اليونسكو قرارًا يقضي باستخدام اللغة العربية في المؤتمرات الإقليمية التي يتم تنظيمها في البلدان الناطقة بالعربية وبترجمة الوثائق والمنشورات الأساسية إلى العربية.
وفي عام 1966 تم اتخاذ قرار يقضي بتعزيز استخدام اللغة العربية في اليونسكو؛ حيث تقرر تأمين خدمات الترجمة الفورية إلى العربية، ومنها إلى لغاتٍ أخرى في إطار الجلسات العامة.
وفي عام 1968 تم اعتماد العربية تدريجيًا لغة عمل في المنظمة مع البدء بترجمة وثائق العمل والمحاضر وتوفير خدمات الترجمة الفورية إلى اللغة العربية.
وفي 18 ديسمبر من عام 1973، اعتمدت الجمعية العامة اللغة العربية لغة عمل رسمية، لتكون بذلك إحدى اللغات الست التي تعمل بها الأمم المتحدة، وهي العربية، الإنجليزية، الفرنسية، الصينية، الروسية والإسبانية.
مراجع:
موقع اليوم العالمي للغة العربية بالأمم المتحدة
معلومات من موقع مصر العربية