الترجمة .. بين الإهمال والتهميش
بريق خادع
اصبحت ألقاب الميجا ستار ونجم الجيل والسوبر ستار محط أنظار وأحلام الجيل. فمع تزايد اهتمام الإعلام بنجوم السينما والفن والغناء – وهو أمرٌ ليس بجديد على الساحة الإعلامية منذ عقود – تتزايد أحلام الشباب بالوصول إلى قمة المجد، ولكن من طريقٍ واحدٍ فقط؛ طريق النجومية والشهرة من باب الغناء والتمثيل والسينما.
ولا ننكر أن الغناء والموسيقى والطرب الأصيل على اختلاف أشكاله وعلى مر عصوره غذاء للروح ولكن قليلًا من هم المتبحرين في هذا الفن في العصر الحديث - الذي انتشرت فيه النماذج المقولبة والمعلبة لممتهني الفنون الذي لا يفتؤون يصدموننا بين الفينة والأخرى بكلمات مؤذية وألحان مزعجة وبرغم ذلك ينتشرون كالنار في الهشيم.
أحلام مزيفة
كما أن من سلبيات ذلك أيضًا تكاسل الشباب عن التعليم والعمل؛ إذ يرى الشباب ممن هم في مقتبل العمر أن غاية الفرصة هو الوصول إلى عالم النجومية السريعة والشهرة والأرباح المادية الطائلة، التي تذهب بالألباب أحيانًا. وبالتبعية ينصب جُلّ تركيزهم على ذلك. وإن لم تأت الفرصة، يمضي عمره يندب حظه على ما فاته دون الالتفات لأي طريقٍ آخر قد يحقق له حلمه من أبواب أخرى.
انعكاسات على واقع الترجمة
وإن انعكاسات العوامل السابقة على الترجمة حالها حال كثير من المجالات الأخرى التي أفنى فيها صاحبها عمره دون مقابلٍ ماديٍ أو معنويٍ يُذكر – إلا من رحم ربي. فالمترجم يصطدم بصعوبات تبدأ من التعليم الأكاديمي وتحصيل اللغة في المؤسسة التعليمية التي يدرس بها، ثم الاصطدام بواقع السوق وما يفرضه من ضغوط وكذلك الاصطدام بقلة الأجور وضعف الرواتب والحاجة إلى سنوات عديدة حتى يستطيع تحقيق ربح معقول من المجال – وغالبًا ما يكون من خلال عقدٍ في دول الخليج أو جهة دولية. وقد طال التهميش مجال الترجمة والعاملين فيها بأقصى ما يكون – إذ لا توجد نقابة ولا جمعية تقدم خدماتٍ حقيقةٍ ولا أي منظمة حكومية أو أهلية ترعى المترجمين – مثلما الحال مع أغلب المهن والوظائف في مصر، والحال كذلك في جميع الدول العربية تقريبًا فيما عدا لبنان والعراق والمغرب حيث توجد نقابات – وإن كانت مهملة وصورية ولكنها موجودة. والترجمة أساس في نقل العلوم والمعارف وفي التبادل والازدهار التجاري – حديثًا – بين مختلف دول العالم – فلماذا تعاني بهذه الصورة الفادحة؟!