Law

تخصصي .. قانوني

 

أنا تخصصي قانوني وأنا أحب التخصص المالي، أما أنا أميل أكثر إلى المجال الطبي وما إلى ذلك... كثيرًا ما يأتي إلى مسامعي مثل هذه العبارات من المترجمين ودائمًا ما أسأل نفسي هل هناك تخصص في مهنة الترجمة مثلها مثل نظيرتها مهنة الطب!!! بالتأكيد الجميع يعلم أن الطبيب يدرس جسم الإنسان بالكامل طوال دراسته بالجامعة ولكنه يتخصص في النهاية في مجال بعينه مثل طبيب الأطفال مثلًا ولكن هل يسري نفس الموقف في مجالنا الرفيع؟

ومما لا شك فيه أن مهنة الترجمة لها شأن عظيم مثلها مثل باقي المهن بل هي من أهم المهن والمترجم هو لسان المجتمع لنقل ثقافته للثقافات الأخرى في شتى المجالات وهذا ما أود التنبيه إليه، أنه ليس هناك مترجمٌ متخصصٌ بالمعرفة والقراءة.

يستطيع المترجم الترجمة في شتى المجالات مثل القانوني والمالي والطبي وغيرها من المجالات. ولعل المترجم الناجح هو الذي يطبق نظرية "أعرف شيء عن كل شيء" حتى يكون لديه القدرة على الترجمة في أي مجالٍ يطلبه منه عمله. إذن القراءة هي مفتاح العلوم. لذا على المترجم أن يكون قارئًا في شتى المجالات وأن يسعى جاهدًا لتحسين قدراته في القراءة والاطلاع على جميع التطورات في شتى المجالات حتى يكون على درايةٍ كافيةٍ بما يدور حوله من تطورات مما يجعله قادرًا على المنافسة وبقوة في سوق الترجمة بكافة أنواعها ومجالاتها.

ويعلم معظم المترجمين أن أكثر المجالات انتشارًا في سوق الترجمة التجارية حاليًا هو المجال القانوني والذي يحبذ جميع المترجمون العمل به لتكرار عباراته باستمرار وسهولة حفظها وبالأخص في العقود، ولكن يلاحظ أن الكثير من المترجمين يبتعدون عن الترجمة الدينية والطبية والأدبية لفرار الفريسة من صائدها ولكن هذا ليس بصحيح، إذ ينبغي للمترجم أن يسعى جاهدًا لتطوير ذاته في كافة المجالات والتخلص من نقاط ضعفه التي تؤثر سلبًا على عمله وخبرته العملية والعلمية وأخص بالذكر المترجمين الفارين من بعض مجالات الترجمة كما ذكرت آنفًا. ولكن بدون المحاولة في تنفيذ ما يصعب ترجمته، لن يصبح المترجم مستعدًا لخوض المنافسة في سوق العمل وهو ما يتطلب منه الدخول في كافة المجالات المرغوب والمكروه منها لكي يثبت لنفسه أولًا وللعملاء ثانيًا قدرته على التعامل مع جميع المجالات.

المترجم المتخصص غالبًا ما يفتقر إلى المعرفة، ويفضل المكوث في دائرة مغلقة في مجال معين لا يخرج منها في جميع الأحوال ولكنه بالتأكيد يقع في خطأ جسيم إذ عليه أن يحاول جاهدًا في التعرف على مجالات الترجمة الأخرى وأن يسعى لترجمة أعمال متنوعة بحيث يتخلص من فكرة التخصص والمترجم المتخصص.

وفي النهاية، أرى أن المترجم ما هو إلا وسيلةٌ وأداة لنقل الثقافات بين الشعوب في شتى المجالات وبالتالي عليه الاطلاع والإلمام بشتى المعارف والمعلومات ولو القليل في شتى المجالات وأن يزيد من قدراته الفكرية والمعرفية لتنمية مفرداته وحسه بالمعنى السياقي الأدق الذي يناسب المستخدم النهائي بحيث يستطيع المترجم التحدث بلسان الطبيب والمحامي والأديب وغيرهم وكل ذلك يُصقل النص المترجم في النهاية.