أهمية التحرير في اللغة العربية للمترجمين
وفي هذا المقال لا نريد عمل دعاية للدورة التدريبية التي تحمل هذا الاسم "مهارات التحرير في اللغة العربية" للمترجمين والتي تقدمها الجامعة الأمريكية في القاهرة أو المراكز الأخرى مثل مركز تدريب ترانس تك، وإنما الهدف هو تسليط الضوء عمليًا على موضوع من الأهمية بمكان للجميع ممن يتحدثون أو يكتبون اللغة العربية على مختلف درجاتهم ومراكزهم أو حالاتهم بغض النظر عن أن يكونوا مترجمين. ولكن كذلك لأن المترجمين هم بالأحرى أن يتحروا الدقة والكتابة الصحيحة فيما ينقلونه من لغاتٍ أخرى إلى اللغة العربية بما يضفي على النصوص المترجمة روحًا أصيلةً للغةِ المنقول إليها، فلا يشعر القارئ بركاكة الأسلوب أو ضعف الحجة. ولتحقيق ذلك، يجب أن يختفي تماما دور الوسيط "المترجم" في هذه الحالة.
فهناك مشكلةٌ، كثيرًا ما تبرز في النصوص المترجمة إلى اللغة العربية، سواءً أكان مترجموها من الطلاب والخريجين الجدد، أم كانوا من المترجمين القدامى، وهي تأثر النصوص بشكلٍ واضحٍ باللغة التي نُقِلت منها، إذ تبدو هذه النصوص على أنها ترجمةٌ حرفيةٌ للكلمات والجمل، دون أن يحافظ النص على جماله الأدبي أو معناه الدقيق.
ويرجع السبب في ذلك إلى عدم تأهيل المترجمين بالشكل الكافي في كليات الترجمة أو معاهد اللغات والترجمة، أو المؤسسات التعليمية التي تقوم بتدريس الترجمة، والاكتفاء بالاعتماد على تعليم اللغات الأجنبية، والميل إلى التعليم النظري أكثر من التدريب التطبيقي والاحتكاك بسوق العمل الفعلية، بالإضافة إلى عدم الاهتمام بتعليم اللغة العربية الصحيحة لطلاب كليات اللغات والترجمة ومعاهدها؛ مما يجعل الطالب أو الخريج يتقن اللغة الأجنبية، ولكن لا يستطيع صياغة أفكارها بلغةٍ عربيةٍ صحيحةٍ وسليمةٍ، وخاليةٍ من الأخطاء، وذات أسلوبٍ متينٍ وعباراتٍ مترابطةٍ.
من هنا برزت الحاجة لأهمية التحرير في اللغة العربية وذلك لتأهيل المترجمين على اختلاف سنِّهم ومعلوماتهم العلمية، بحيث يكتسبون المهارات اللازمة لكتابة المحتوى ونقله إلى اللغة العربية، مع المحافظة على الروح الأصيلة له.