عزيزي المترجم .. لماذا لا يجب عليك الإفراط في حسن الظن بنفسك؟
عزيزي المترجم
انتبه (3) ... لماذا لا يجب عليك الإفراط في حسن الظن بنفسك Dunning-Kruger Effect؟
قيل قديمًا في الأمثال "القرد في عين أمه غزال"، وإذا كان كذلك في عين أمه، ربما تنقل له الأم بهذه المشاعر أنه مميزٌ على أقرانه، وهذا أمرٌ ليس بغريبٍ علينا؛ فالكثير يرى نفسه أفضل من غيره، وقد يسبق ذلك بعبارات مثل: "ليس مدحًا في نفسي ولكن .."، أو "أنا لا أحب أن أتكلم عن نفسي ولكن ........" أو "ممكن تقول عني مغرور ولكن ........."، والعبارات لا تنتهي في هذا الصدد. وخلاصتها أن الشخص يرى نفسه فعلاً أفضل من غيره، أو يقيم نفسه بدرجة أعلى مما هي عليه. وهي معضلة قديمة أو ما يسمى بـ "Dunning-Kruger Effect" وتعرف بـ "وهم التفوق". وفي الحقيقة، أن الحقيقة تكون خلاف ذلك، وهو تصور للذات ربما يكون مبالغًا فيه أحيانًا وربما يكون مغلوطًا أحيانًا، وربما يصل إلى شيء من "المرض النفسي" أحيانًا أخرى، لأسباب قد تختلف.
في مقال سابق، ناقشنا فكرة "غرور المترجمين" والتي كان من الأحرى أن تكون "وهم التفوق لدى المترجمين"، وهل للترجمة تأثير على شخصية المترجم بأن تجعله مغرورًا. وتوصلنا في هذا المقال إلى أن الفكرة في الشخصية والتجارب التي مر بها الشخص والتي ربما تعطي له انطباعًا غير صحيحٍ أو غير دقيقٍ عن صورته الذاتية وتؤصل لديه وهم التفوق. وفي هذا المقال، نحاول تقديم بعض الإرشادات لتجنب تقديم صورة ذاتية غير صحيحة للمترجم عن نفسه، بما قد يؤثر سلبًا على علاقات عمله أو علاقته بزملائه أو عملائه.
كيف أستطيع تحقيق الموازنة في الصورة الذاتية وتجنب وهم التفوق؟
فيما يلي بعض الإرشادات العامة:
- استمع جيدًا ولا تركز على الرد دون استماع الطرف الآخر.
- تقبل النقد وفكرّ فيه بشكل حيادي، ولا تجعل تركيزك في الدفاع عن نفسك فقط.
- تعلم أن العلم لا يحده حد، وأن كل شخصٍ في هذه الحياة يوجد في نقطة معينة على خط ليس له نهاية، ولم يصلها بشر لا من قبل ولا من بعد.
- حُسن إصغائك واستماعك دليلٌ على قوتك وثقتك بنفسك وليس العكس.
- الاستماع يعطيك الفرصة لفهم الطرف الآخر جيدًا والرد كذلك بالشكل المناسب، والاستعجال عكس ذلك .. كما يقال دائما "في العجلة الندامة" .. تذكر ذلك جيدا!
- تكلم بهدوء وبوضوح ولا تهاجم من يقاطعك فإنك إن تكلمت بهدوء فسوف تتذكر النقطة التي توقفت عندها بشكل أفضل ولن يؤثر عليك من يقاطعك.
إذًا وماذا عن المترجم؟
- كن دقيقًا في عرض خدماتك ولا تبالغ فيما تستطيع القيام به.
- لا تحمّل نفسك ما لا تطيق تحت ذريعة إثبات نفسك، لأنك ربما لا تستطيع القيام بما وعدت، أو أنك لن تستطيع الاستمرار على نفس المنوال لفترة طويلة.
- لا تخجل من عدم معرفتك بمجالات أو تخصصات معينة، وتقبل أعمالًا ومشروعات فيها، فتكون النتيجة إما فشلك أو فقد ثقة العميل فيك.
- لا تبالغ في أتعابك حتى تعطي للعميل انطباعًا بمدى حرفيتك أو خبرتك ويكون نتيجة ذلك عزوف الكثيرين عن التعامل معك.
- لا تجعل هدفك ماذا سيفهم العميل من سيرتك الذاتية، ولكن انقل كل شيء بمصداقية وسوف يحترم الجميع ذلك.
- لا تكثر من الثناء على إمكانياتك العقلية والذهنية والتصرف وروح التحدي والإنجازات السابقة، فإن العمل على الأرض هو أكبر دليل مقنع لمن يتعامل معك.
- لا تبالغ في التحدث عن سابقة أعمالك بما قد يعطي للعميل انطباعًا أكثر مما يجب أن يصله، فتكون توقعاته أكبر مما تستطيع تقديمه.
خلاصة القول ... أن الصدق والشفافية هما أقرب الطرق إلى الإقناع والتعاون المثمر ومن ثم إلى المنفعة المتبادلة!
هل لديك تجربة مماثلة أو مختلفة؟ ... شاركونا أراءكم وتجاربكم المفيدة لنشرها على موقعنا وصفحاتنا لتعم الفائدة للجميع!