يقول مارك توين، في كتابه “اللغة الألمانية المروعة”:

"إن الشخص الذي لم يدرس اللغة الألمانية ليس لديه أدنى فكرة عن مدى تعقيد تلك اللغة. بالتأكيد ليس هناك أية لغة مبتذلة وفوضاوية، وزلقة للغاية وصعبة المنال جدًا مثل اللغة الألمانية..."

فهناك أربع حالات إعرابية للأسماء، كما أن لكل كلمة أداة مختلفة وجمع مختلف وعلى متعلم تلك اللغة حفظ كل ذلك، وتختلف كل تلك الأدوات تبعًا للحالة الإعرابية التي تقع فيها الكلمة، لتتشابه بذلك إلى حد كبير مع اللغة العربية في الحالات الإعرابية من حيث الرفع والنصب والجر والإضافة وهي الحالات الإعرابية في الألمانية.

فإذا كان الحال كذلك مع لغة تشتهر بصعوبتها وتعقيدها كاللغة الألمانية، فلماذا نلاحظ هذا الإقبال على تعلمها، وما الذي يجعلني أقبل على تعلم تلك اللغة؟

حسنًا، إذا كنت لا تعلم شيئًا عن اللغة الألمانية، وتريد دراستها والسفر إلى ألمانيا أو غيرها من البلدان الناطقة بالألمانية، أو إذا كنت تردس تلك اللغة بالفعل وتود الاطمئنان على أنك لا تضيع وقتك، فأكمل قراءة المقال للتعرف أكثر على الأسباب المقنعة التي ستدفعك لتعلم تلك اللغة.

الألمانية تشبه الإنجليزية إلى حد كبير

الأبجدية الألمانية هي ذاتها الأبجدية الإنجليزية، فهي ليست كاللغات الأخرى (الصينية أو الروسية أو الكورية) التي تُكتب برموز وحروف غريبة؛ ولكنها تستخدم الحروف اللاتينية المعروفة، مع زيادة أربعة أحرف فقط وهم: (ä – ü - ö) وتعرف بحروف الإمالة (Umlaut) وتعطي تغير صوتي في الكلمات، إضافة إلى حرف الـ "س" ß والذي يأتي مع كلمات معينة وينطق "س" أيضًا.

كما أن هناك آلاف الكلمات التي تشبه اللغة الإنجليزية بشكل كامل مثل كلمات (Station – Operation – Computer – Party - Radar) أو بشكل شبه كامل، مثل كلمات (Vater – Mutter – Wasser).

فإذا كنت على دراية باللغة الإنجليزية، فأنت محظوظ حقًا، لأن اللغة الإنجليزية سوف تساعدك بشكل كبير على تعلم المفردات الألمانية بسهولة.

أضف إلى كل ذلك، أن هناك الكثير من الكلمات الإنجليزية الصريحة التي يتم استخدامها بشكل يومي في اللغة الألمانية، بل وصارت جزءًا منها، مثل تلك المفردات والمصطلحات المستخدمة في مجال التقنية والتكنولوجيا والحاسوب، وكل هذا يجعل من اكتساب اللغة الألمانية لديك أمرًا سهلًا.

اللغة الألمانية بوابة للتعليم العالي العالمي

تعتبر ألمانيا واحدة من أهم دول العالم التي يرغب الطلاب من كافة أنحاء العالم، ولا سيما الطلاب العرب، في إكمال دراستهم بها، وذلك من أجل الحصول على شهادة جامعية من إحدى الجامعات الألمانية العريقة التي تتمتع بسمعة عالمية متميزة. كما تتميز ألمانيا بانخفاض رسوم الدراسة مقارنة بغيرها من البلدان.

الكثير من الجامعات والمؤسسات التعليمية تشترط على الطلاب والباحثين ضرورة إجادة اللغة الألمانية من أجل الالتحاق بها، وإكمال دراستهم هناك.

الألمانية لغة الاختراع والابتكار

إذا ذكرت ألمانيا فإن أول ما يتبادر إلى ذهنك مقولة شهيرة تطلق على الألمان عمومًا وعلى المنتخب الألماني لكرة القدم كذلك؛ وهي "الماكينات الألمانية"، وذلك لما اكتسبته الصناعة والاقتصاد الألماني من شهرة كبيرة، فهي بلد العلوم والشعراء والمفكرين كذلك.

في ألمانيا حصل أكثر من 100 عالم ومفكر على جائزة نوبل بسبب انجازاتهم في الطب والكيمياء والفيزياء والأدب ومجالات أخرى، بالإضافة إلى آخرين حصلوا على جائزة نوبل من بلدان تتكلم الألمانية مثل النمسا وسويسرا، بإمكانك كذلك أن تضيف إليهم أولئك المفكرون والباحثون الذين حصلوا على جائزة نوبل، وكانوا قد تلقوا تعليمهم في أحد الجامعات الألمانية.

الألمانية لغة ضرورية في الأوساط الأكاديمية

تعتبر الألمانية ثاني أكثر لغات العالم استخدامًا على المستوى العلمي، وهذا لن يكون مفاجئًا لك بعدما تعرفت على هذا العدد الضخم من الحاصلين على نوبل وجوائز أخرى من الألمان، حيث تحتل ألمانيا المرتبة الثالثة عالميًّا من حيث طلبات براءات الاختراعات العلمية بنسبة 12.7%.

تمتلك ألمانيا ثالث أكبر سوق للكتب في العالم بعد اللغة الصينية والانجليزية، كما أن الكثير منها لم تتم ترجمته بعد، وهذا يعني أن تعلمك الألمانية سوف يتيح لك الوصول إلى كل تلك المعارف والعلوم.