كيف يستفيد المترجم من وقت الفراغ؟
كثيرا ما يخلط الناس بين وقت الفراغ ووقت الراحة، فالراحة ضروريةٌ للمترجم وغيره، أما وقت الفراغ فهو الوقت الذي يُفترض أن تكون منشغلًا فيه بعملٍ مفيدٍ. طريق النجاح لا يقتصر فقط على الوقت الذي تقضيه في العمل، ولكن أيضًا على ما تفعله في غير وقت العمل.
قد يخطر ببالك حين تطالع عنوان المقالة أننا هنا بصدد الحديث عن القراءة وتنمية الذات في مجال الترجمة وغير ذلك، وهذا في الحقيقة أمرٌ يجب ألا ينفك عنه المترجم، لأنه من الضروريات في حياة كل مترجم، ولكننا في تلك المقالة سنعرضُ إلى عدةِ أفكارٍ تفيد المترجم المستقل وغيره من أصحاب الأعمال في استغلال وقت فراغهم، ليحققوا مزيداً من النجاح والتميز.
ابحث عن عملاءَ جُددٍ
كل يومٍ يمر على المترجم المستقل بدون وجود عملاء، يعتبر -من وجهة نظر الكثيرين- يوم خسارة، ولكن باستغلالك لوقت فراغك بشكل جيد، فإنك تستطيع تحويل تلك الخسارة إلى مكسبٍ كبيرٍ، وذلك من خلال البحث عن عملاءَ جُددٍ. تذكر كيف حصلت على عملائك السابقين، هل جاؤوا من طريقٍ واحدٍ؟ حاول أن تفكر في طرقٍ أخرى مبتكرةٍ، جرب كذلك استهداف شريحةٍ مختلفةٍ أو جديدةٍ من العملاء. هل جربت الاستعانة بمواقع الأعمال مثل مواقع (LinkedIn – Freelancer - UpWork) وغيرها؟ هل جربت استغلال الانترنت بشكلٍ مختلفٍ؟ جرب البحث في مجموعات الأعمال على مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها.
تواصل مع عملائك السابقين
هناك ما يعرف بخدمات ما بعد البيع، وهذا الأمر ليس ببعيدٍ عن المترجم أيضًا، إذ أضحى التنافس الآن ليس على الجودة والمنتج المقدم فحسب، بل على عملية ما بعد البيع كذلك. تواصلك مع عملائك السابقين من خلال رسائل لطيفة مجهزة بعناية، سيجعلك قريبا منهم دومًا، وقد لا تستغرب إن أخبرك أحدهم أن رسالتك قد جاءت في الوقت المناسب، وأنه بحاجة إلى ترجمة مشروعٍ جديدٍ. وقت الفراغ فرصة مناسبة للتواصل مع عملائك السابقين.
اقرأ في ترجمات الآخرين
إن من أفضل ما يقدمه المترجم لنفسه، هو قراءته في ترجمات غيره من أقرانه، لا سيما تلك التي تكون في تخصصه واهتماماته، فهذا بالتأكيد يعطيه فرصةً طيبةً لصقل مهاراته في الترجمة، ومعرفة التحديات التي واجهت زملاءه وكيف تعاملوا معها، وقطعا سيصادف أن يتعرف على مصطلحاتٍ وتعبيراتٍ جديدةٍ يثري بها ذاكرته الترجمية.
طور نقاط ضعفك
يعتقد البعض خطأً أن على المترجم أن ينمي لغته التي يترجم منها وإليها فقط، ولكن هناك عدة مجالاتٍ ومهاراتٍ لا تنفك عن الترجمة في عصرنا الحالي، وبالطبع فإن كل المترجمين على درجاتٍ متفاوتةٍ في تلك المهارات. وقت الفراغ يمنحك تلك الفرصة للبحث عن نقاط الضعف التي لديك، والعمل على تقويتها.
احرص على تنمية المهارات التي لها علاقة مباشرة بعملك، مثل مهارات الحاسب الآلي، والاستفادة من تقنيات الترجمة، وبعض البرامج التحريرية. عزيزي المترجم: إن وقت الفراغ الذي تقضيه في تنمية مهاراتك وتقوية نقاط ضعفك، ليس خسارةً كما تظن، ولكنه ربحٌ كبيرٌ لك على المدى البعيد.
شارك في الترجمة التطوعية
الترجمة التطوعية تشعرك بسعادةٍ داخليةٍ، خاصةً إن كانت في عملٍ من أعمال الخير، كما أنها تجعلك دومًا على اتصالٍ بالترجمة، وتزيل عنك ضغوط العمل، وتعطيك فرصة للتدرب على الترجمة بتأنٍ ورويةٍ بدون التقيِّد بوقتٍ لتسليم مشروعاتك.
بالتأكيد أنت المستفيد الأول، فأنت بذلك تُصقل خبراتك وتنمي مهارات الترجمة لديك، وتعطي لنفسك فرصة للاستمتاع بالترجمة بعيداً عن العمل.
شارك تجاربك مع زملائك
هذا النوع من التواصل لا ينتبه له كثيرٌ من المترجمين، ولكنه مفيدٌ للجميع، حيث يحتاج المترجم إلى مشاركة تجاربه مع زملائه المترجمين، والبوح بالمشكلات التي تواجهه، وكذلك التعرف على جديد المجال. وخير وسيلة للتواصل هي أن تكتب تجاربك، وتشاركها فأنت بذلك تضع نفسك أمام زملائك وتتيح لهم فرصة الاستفادة منك والنصيحة لك، وهناك منصات عديدة أُنشأت لهذا الغرض، مثل منصة مقهى المترجمين وغيرها من المجموعات المفيدة على مواقع التواصل الاجتماعي.