خمسة أشياء عليك معرفتها إذا كنت تبحث عن مترجم لمشروعك
أضحت الترجمة في عصرنا الحالي من المهن التي يقتحم أسوارها كل من أراد العمل بها، فبمجرد أن يتعلم المرء لغةً أجنبيةً، فإنه على الفور يُطلق على نفسه لقب "مترجم"، دون أن يعرف شيئًا حقيقيًا عن الترجمة؛ فالترجمة ليست مجرد نقل نصٍ مكتوبٍ بلغةٍ إلى لغةٍ أخرى، ولكنها صناعةٌ لها تقنياتها وعلومها وتخصصاتها.
أقدّم هذه المقالة إلى زبائن الترجمة الذين يبحثون عن مترجمين مستقلين، أو يفضلون العمل مع المترجم بشكلٍ مباشرٍ، إما لرغبتهم في ذلك، أو لطبيعة المشروع المطلوب ترجمته. فإذا كنت تبحث عن مترجمٍ مستقلٍ ومحترفٍ لترجمة مشروعٍ لديك، فهناك العديد من الأمور التي يجب عليك أن تنتبه لها جيدًا، حتى لا تقع فريسةً للاحتيال، وحتى تستطيعَ اتخاذ القرار السليم عند التفاوضِ مع المترجم.
(1) التخصص
من أجل أن تحظى بمترجمٍ متميزٍ لمشروعك، عليك أولًا أن تسأله عن تخصصه؛ فهناك العديد من النصوص التي تحتاج إلى خبراتٍ في مجالٍ معينٍ مثل الترجمة الطبية أو التقنية، وهناك بعض المشروعات التي تتطلب حسًا فنيًا عاليًا، مثل الترجمة الدعائية، وهناك ترجمات تتطلب مهاراتٍ إضافيةٍ إلى جانب الترجمة مثل ترجمة المواقع الإلكترونية؛ فسؤالك عن تخصص المترجم يُسهل عليك أمورًا كثيرةً، ويجعل من نطاق بحثك محددًا، وبهذا تصل إلى هدفك.
(2) إجادة اللغة العربية
قد تتعجب من ذلك، فالكثير منا يعتقد أن إجادة اللغة الأجنبية أمرٌ أوليٌّ وضروريٌّ أكثر من اللغة العربية، ولكن الصواب هو العكس؛ فالمقياس الأول لتميز المترجم هو درجة إتقانه للغته العربية؛ فبها يُعرف المترجم المتميز دون غيره. فإجادة المترجم للغة العربية يوفر عليك اللجوء لمدققٍ لغويٍّ لاحقٍ لعملية الترجمة، وبالتالي سيُخفض ذلك من تكلفة مشروعك، بالإضافة إلى أنها ستكون نقطةً جيدةً لصالحك عند التفاوض مع المترجم.
(3) استخدام تقنيات الترجمة
إن اعتماد المترجم على تقنيات الترجمة أحد أهم المؤشرات التي بها يُعرف مستوى المترجم؛ فاستخدامه لأحد برامج الترجمة المتقدمة مثل "SDL Trados" أو "MemoQ" أو "Wordfast" أو غيرها، يُعطي انطباعًا جيدًا عن كفاءة المترجم، وسرعة إنجازه للمشروعات.
كما أنه سيصبح بإمكانك تزويده بذاكرةٍ ترجميةٍ معينةٍ، إذا كنت تمثل -مثلًا- مؤسسةً أو شركةً لها سياساتها التحريرية في النصوص المستخدمة لديها، وكذلك سيصبح بإمكانك متابعة سير مشروع الترجمة عن بعد، إذا كنت تعتمد على أحد التقنيات التي توفر تلك الإضافة.
(4) آلية التسعير
من حقك الطبيعي التعرف على آلية التسعير لدى المترجم، خاصةً إن كان يستخدم أحد تقنيات الترجمة، فإن هذا الأمر سيكون أيسر بكثيرٍ للمترجم، حيث يستطيع تزويدك بالسعر المحدد وعدد الكلمات المكررة وطريقة الحساب، سواءً بعدد الكلمات أو الصفحات أو الساعات. وكذلك إن كان يقدم خدماتٍ إضافيةٍ لاحقةٍ على الترجمة كالتنسيق أو التدقيق أو النشر على الانترنت وغيرها، فإنك تستطيع التعرف على الأسعار بشكلٍ تفصيليٍّ، والاستغناء عن بعضها -إن أردت- واختيار ما يناسب ميزانيتك.
(5) تفاصيل المشروع
من الضروري الاتفاق على التفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة للمشروع، وتوضيحها للمترجم؛ فبيان الهدف من النص المترجم أمرٌ يلزمُ المترجم معرفته، قبل البدء في الترجمة. فترجمة نصٍ دعائيّ، تختلف عن ترجمة تغريدات على تويتر مثلًا، فإنه حينها سيحرص على ألا يتجاوز العدد المسموح به من الحروف لموقع توتير، وهكذا.
وكذلك الاتفاق على طريقة تسليم وتسلم المشروع، سواءً في ملفين منفصلين أو في ملفٍ واحدٍ مزوّدٍ باللغتين، أو نشره مباشرةً على الانترنت، وكذلك المدة الزمنية لإنجاز المشروع، فقد يتأخر المترجم -مثلًا- لأنه استغرق وقتًا في نسخ المحتوى من موقعك على الانترنت.